" صفحة رقم ٢٧٧ "
بالله ورسوله والقرآن، فوزان هذا القصر وزان قوله :( فما ربحت تجارتهم ( ( البقرة : ١٦ ) وقول النبي ( ﷺ ) ( إنما المُفلس الذي يفلس يوم القيامة ).
وأفاد تعريف جزأي جملة ) ذلك يوم التغابن ( قصرَ المسند على المسند إليه أي قصر جنس يوم التغابن على يوم الجمعة المشار إليه باسم الإِشارة، وهو من قبيل قصر الصفة على الموصوف قصراً ادعائياً، أي ذلك يوم الغبن لا أيام أسواقكم ولا غيرُها، فإن عدم أهمية غبن الناس في الدنيا جعل غبن الدنيا كالعدم وجعل يوم القيامة منحصراً فيه جنس الغبن.
وأما لام التعريف في قوله :( التغابن ( فهي لام الجنس، ومن هذا المعنى قوله تعالى :( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ( ( الزمر : ١٥ ). وقوله في ضده ) يرجون تجارة لن تبور ( ( فاطر : ٢٩ ). هذا هو المتعين في تفسير هذه الآية وأكثر المفسرين مرّ بها مَرّاً. ولم يحتلب منها دَرّاً. وها أنا ذَا كددت ثمادي، فعَسَى أن يقع للناظر كوقْع القراححِ من الصادي، والله الهادي.
معطوفة على جملة ) فآمنوا بالله ورسوله ( ( التغابن : ٨ ) وهو تفصيل لما أجمل في قوله :( والله بما تعملون خبير ( ( التغابن : ٨ ) الذي هو تذييل.
و ) مَن ( شرطية والفعل بعدها مستقبل، أي من يؤمن من المشركين بعد هذه الموعظة نكفر عنه ما فرط من سيئاته.
والمراد بالسيئات : الكفر وما سبقه من الأعمال الفاسدة.
وتكفير السيئات : العفو عن المؤاخذة بها وهو مصدر كفّر مبالغة في كفَر.


الصفحة التالية
Icon