" صفحة رقم ٨٦ "
والدَولة بفتح الدال : النوبة في الغلبة والملك. ولذلك أجمع القراء المشهورون على قراءتها في هذه الآية بضم الدال.
وقرأ الجمهور ) كي لا يكون دولة ( بنصب ) دولةً ( على أنه خبر ) يكون ). واسم ) يكون ( ضمير عائد إلى ما أفاء الله، وقرأه هشام عن ابن عامر، وأبو جعفر برفع ) دولةٌ ( على أنَّ ) يكون ( تامة و ) دولةٌ ( فاعله.
وقرأ الجمهور ) يكون ( بتحتية في أوله. وقرأه أبو جعفر ) تكونَ ( بمثناة فوقية جرياً على تأنيث فاعله. واختلف الرواة عن هشام فبعضهم روى عنه موافقة ( أي جعفر ) في تاء ) تكون ( وبعضهم روى عنه موافقة الجمهور في الياء.
والخطاب في قوله تعالى :( بين الأغنياء منكم ( للمسلمين لأنهم الذين خوطبوا في ابتداء السورة بقوله :( ما ظننتم أن يخرجوا ( ( الحشر : ٢ ) ثم قوله :( ما قطعتم من لينة ( ( الحشر : ٥ ) وما بعده. وجعله ابن عطية خطاباً للأنصار لأن المهاجرين لم يكن لهم في ذلك الوقت غنى.
والمراد ب ) الأغنياء ( الذين هم مظنة الغنى، وهم الغُزاة لأنهم أغنياء بالمغانم والأنفال.
اعتراض ذيّل به حكم فَيْء بني النضير إذ هو أمر بالأخذ بكل ما جاء به الرسول ( ﷺ ) ومما جاءت به هذه الآيات في شأن فيْء النضير، والواو اعتراضية، والقصد من هذا التذييل إزالة ما في نفوس بعض الجيش من حزازة حرمانهم مما أفاء الله على رسوله ( ﷺ ) من أرض النضير.
والإِيتاء مستعار لتبليغ الأمر إليهم، جعل تشريعه وتبليغه كإيتاء شيء بأيديهم كما قال تعالى :( خذوا ما آتيناكم بقوة ( ( البقرة : ٦٣ و ٩٣ ) واستعير الأخذ أيضاً لقبول الأمر والرضى به والعمل.