" صفحة رقم ١٠٧ "
) فالتقمه الحوت وهو مُليم وإِمّا بمعنى العيب وهو كونه عارياً جائعاً فيكون في معنى قوله : فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( ( الصافات : ١٤٥ ) فإن السقم عيب أيضاً.
وتنكير ) نعمة ( للتعظيم لأنها نعمة مضاعفة مكررة.
وفرع على هذا النفي الإِخبار بأن الله اجتباه وجعله من الصالحين.
والمراد ب ) الصالحين ( المفضلون من الأَنبياء، وقد قال إبراهيم عليه السلام ) ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحين ( ( الشعراء : ٨٣ ) وذلك إيماء إلى أن الصلاح هو أصل الخير ورفع الدرجات، وقد تقدم في قوله :( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين في سورة التحريم.
قال ابن عباس : رد الله إلى يونس الوحي وشفعه في نفسه وفي قومه.
( ٥١ ٥٢ ) ).
عطف على جملة ) فذرني ومن يكذب بهذا الحديث ( ( القلم : ٤٤ )، عرَّف الله رسوله ( ﷺ ) بعض ما تنطوي عليه نفوس المشركين نحو النبي ( ﷺ ) من الحقد والغيظ وإضمار الشر عندما يسمعون القرآن.
والزلَق : بفتحتين زَلل الرجل من مَلاَسَةِ الأرض من طين عليها أو دهن، وتقدم في قوله تعالى :( فتُصْبِحَ صعيداً زلَقاً في سورة الكهف.
ولما كان الزلق يفضي إلى السقوط غالباً أطلق الزلق وما يشتق منه على السقوط والاندحاض على وجه الكناية، ومنه قوله هنا ليَزْلقونك، ( أي يسقطونك ويصرعونك.
وعن مجاهد : أيْ ينفذونك بنظرهم. وقال القرطبي : يقال زلق السهم وزهق، إذا نفذ، ولم أراه لغيره، قال الراغب قال يونس : لم يسمع الزلق والإِزلاق إلاّ في القرآن اه.