" صفحة رقم ١٢٩ "
ومعنى ) لا تخفى منكم خافية :( لا تخفى على الله ولا على ملائكته. وتأنيث ) خافية ( لأنه وصف لموصوف مؤنث يقدر بالفَعلة من أفعال العباد، أو يقدر بنفْس، أي لا تختبىء من الحساب نفس أي أحد، ولا يلتبس كافر بمؤمن، ولا بارٌّ بفاجر.
وجملة ) يومئذٍ تعرضون ( مستأنفة، أو هي بيان لجملة ) فيومئذٍ وقعت الواقعة، ( أو بدل اشتمال منها.
و ) منكم ( صفة ل ) خافية ( قدمت عليه فتكون حالاً.
وتكرير ) يومئذٍ ( أربعَ مرات لتهويل ذلك اليوم الذي مبدؤه النفخ في الصور ثم يعقبه ما بعده مما ذكر في الجُمل بعده، فقد جرى ذكر ذلك اليوم خمس مرات لأن ) فيومئذٍ وقَعَتْ الواقعة ( تكرير ل ( إذا ) من قوله :( فإذا نفخ في الصور ( إذ تقدير المضاف إليه في ) يومئذٍ ( هو مدلول جملة ) فإذا نفخ في الصور، ( فقد ذكر زمان النفخ أولاً وتكرر ذكره بعد ذلك أربع مرات.
وقرأ الجمهور ) لا تخفى ( بمثناة فوقية. وقرأه حمزة والكسائي وخلف بالتحتية لأن تأنيث ) خافية ( غير حقيقي، مع وقوع الفصل بين الفعل وفاعله.
( ١٩ ٢٤ ) ) ).
الفاء تفصيل لما يتضمنه ) تُعرضون ( ( الحاقة : ١٨ ) إذ العرض عرض للحساب والجزاء فإيتاء الكتاب هو إيقاف كل واحد على صحيفة أعمال. و ( أمَّا ) حرف تفصيل وشرطٍ وهو يفيد مفاد ( مَهْمَا يكن من شيء )، والمعنى : مهما يكن عَرْض ) مَن أوتي كتابه بيمينه... فهو في عيشة راضية (، وشأن الفاء الرَّابطة لجوابها أن يفصل بينها وبين ( أما ) بجُزء من جملة الجواب أو بشيء من متعلقات الجواب مهتَم به لأنهم لما التزموا حذف فعل الشرط لاندماجه في مدلول ( أما ) كرهوا اتصال فاء الجواب بأداة الشرط ففصلوا بينهما بفاصل تحسيناً لصورة الكلام، فقوله :( من أوتي


الصفحة التالية
Icon