" صفحة رقم ٢٤٣ "
وجملة ) قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً ( بيان لجملة ) يدعوه ).
وقرأ الجمهور ) قال ( بصيغة الماضي. وقرأه حمزة وعاصم وأبو جعفر ) قل ( بدون ألف على صيغة الأمر، فتكون الجملة استئنافاً. والتقدير : أوحي إلي أنه لما قام عبد الله إلى آخره قل إنما أدعو ربي، فهو من تمام ما أوحي به إليه.
و ) إنما أدعو ربي (، يفيد قصراً، أي لا أدعو غيره، أي لا أعبد غيره دونه.
وعطف عليه ) ولا أشرك به أحداً ( تأكيداً لمفهوم القصر، وأصله أن لا يعطف فعطفه لمجرد التشريك للعناية باستقلاله بالإِبلاغ.
( ٢١ ٢٣ ).
هذا استئناف ابتدائي. وهو انتقال من ذكر ما أوحي به إلى النبي ( ﷺ ) إلى توجيه خطاب مستأنف إليه، فبعد أن حكي في هذه السورة ما أوحى الله إلى رسوله ( ﷺ ) مما خفي عليه من الشؤون المتعلقة به من اتِّباع متابعين وإعراض معرضين، انتقل إلى تلقينه ما يُرد على الذين أظهروا له العناد والتورك.
ويجوز أن يكون ) قل إني لا أملك ( الخ، تكريراً لجملة ) قل إنما أدعو ربي ( ( الجن : ٢٠ ) على قراءة حمزة وعاصم وأبي جعفر.
والضر : إشارة إلى ما يتوركون به من طلب إنجاز ما يتوعدهم به من النصر عليهم.
وقوله :( ولا رشداً ( تتميم.
وفي الكلام احتباك لأن الضر يقابله النفع، والرشد يقابله الضلال، فالتقدير : لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً ولا ضلالاً ولا رشداً.
والرَّشَد بفتحتين : مصدر رشد، والرُّشْد، بضم فسكون : الاسم، وهو معرفة الصواب، وقد تقدم قريباً في قوله :( يهدي إلى الرشد ( ( الجن : ٢ ).


الصفحة التالية
Icon