" صفحة رقم ٣٠٠ "
ويجوز أن تكون اللام للتعليل، وحذف متعلق فعل الصبر، أي اصبر لأجل ربّك على كل ما يشق عليك.
وتقديم ) لربّك ( على ( ( اصبر ) للاهتمام بالأمور التي يصبر لأجلها مع الرعاية على الفاصلة، وجَعل بعضهم اللام في ) لربّك ( لام التعليل، أي اصبر على أذاهم لأجله، فيكون في معنى : إنه يصبر توكلاً على أن الله يتولى جزاءهم، وهذا مبني على أن سبب نزول السورة ما لحق النبي ( ﷺ ) من أذى المشركين.
والصبر تقدم عند قوله تعالى :( واستعينوا بالصبر والصلاة في ( ( البقرة : ٤٥ ).
وفي التعبير عن الله بوصف ( ربّك ) إيماء إلى أن هذا الصبر برّ بالمولى وطاعة له.
فهذه ست وصايا أوصى الله بها رسوله ( ﷺ ) في مبدإ رسالته وهي من جوامع القرآن أراد الله بها تزكية رسوله وجعلها قدوة لأمته.
( ٨ ١٠ ).
الفاء لتسبب هذا الوعيد عن الأمر بالإِنذار في قوله ) فأنذر ( ( المدثر : ٢ )، أي فأنذر المنذَرين وأنذرهم وقتَ النقر في الناقور وما يقع يومئذٍ بالذين أُنذروا فأعرضوا عن التذكرة، إذ الفاء يجب أن تكون مرتبطة بالكلام الذي قبلها.
ويجوز أن يكون معطوفاً على ) فاصبر ( ( المدثر : ٧ ) بناء على أنه أمر بالصبر على أذى المشركين.
و ) الناقور ( : البوق الذي ينادى به الجيش ويسمى الصُّور وهو قرن كبير، أو شبهُه ينفخ فيه النافخ لنداء ناس يجتمعون إليه من جيش ونحوه، قال خُفاف بن نَدْبَةَ :
إذا نَاقورُهم يوماً تَبَدَّى
أجاب الناسُ من غرب وشَرق
ووزنه فاعول وهو زنة لما يقع به الفعل من النقْر وهو صوت اللسان مثل


الصفحة التالية
Icon