" صفحة رقم ٣٤٥ "
وخسوف القمر أريد به انطماس نوره انطماساً مستمراً بسبب تزلزله من مداره حول الأرض الدائرة حول الشمس بحيث لا ينعكس عليه نورها ولا يلوح للناس نيِّراً، وهو ما دل عليه قوله :( وجُمع الشمس والقمر، ( فهذا خسوف ليس هو خسوفه المعتاد عندما تحُولُ الأرضُ بين القمر وبين مُسامتته الشمسَ.
ومعنى جَمْع الشمس والقمر : التصاقُ القمر بالشمس فتلتهمه الشمس لأن القمر منفصل من الأرض التي هي من الأجرام الدائرة حول الشمس كالكواكب ويكون ذلك بسبب اختلال الجاذبية التي وضع الله عليها النظام الشمسي.
و ) إذا برق البصر ( ظَرف متعلق ب ) يقول الإِنسان (، وإنما قدم على عامله للاهتمام بالظرف لأنه المقصود من سياق مجاوبة قوله :( يسأل أيّان يوم القيامة ( ( القيامة : ٦ ).
وطُوي التصريح بأن ذلك حلول يوم القيامة اكتفاء بذكر ما يدل عليه وهو قولهم ) أين المَفر ( فكأنه قيل : حَلَّ يومُ القيامة وحضرت أهوالُه يقول الإنسان يومئذٍ ثم تأكَّدَ بقوله ) إلى ربك يومئذٍ المستقر ).
و ) يومئذٍ ( ظرف متعلق ب ) يقول ( أيضاً، أي يومَ إذْ يبرق البصر ويخسف القمر ويُجمع الشمس والقمر، فتنوين ( إذ ) تنوين عِوض عن الجملة المحذوفة التي دَلت عليها الجملة التي أضيف إليها ( إذ ).
وذُكر ) يومئذٍ ( مع أن قوله :( إذا بَرَقَ البصر ( الخ مُغن عنه للاهتمام بذكر ذلك اليوم الذي كانوا ينكرون وقوعه ويستهزئون فيسألون عن وقته، وللتصريح بأن حصول هذه الأحوال الثلاثة في وقت واحد.
و ) الإِنسان ( : هو المتحدَّث عنه من قوله :( أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه ( ( القيامة : ٣ )، أي يقول الإِنسان الكافر يومئذٍ : أي المفر.
و ) المَفَر ( : بفتح الميم وفتح الفاء مصدر، والاستفهام مستعمل في التمني، أي ليت لي فراراً في مكان نجاة، ولكنه لا يستطيعه.
و ) أين ( ظرف مكان.
و ) كلا ( ردع وإبطال لما تضمنه ) أين المفر ( من الطمع في أن يجد للفرار سبيلاً.


الصفحة التالية
Icon