" صفحة رقم ٩٤ "
محكي لفظها، أي تدرسون هذه العبارة كما جاء قوله تعالى :( وتركنا عليه في الآخرين سلامٌ على نوح في العالمين ( ( الصافات : ٧٨، ٧٩ ) أي تدرسون جملة ) إِنَّ لكم فيه لَما تَخيَّرون.
ويكون فيه ( توكيداً لفظياً لنظيرها من قوله :( فيه تدرسون، ( قصد من إعادتها مزيد ربط الجملة بالتي قبلها كما أعيدت كلمة ( من ) في قوله تعالى :( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَراً ( ( النحل : ٦٧ ) وأصله : تتخذون سَكَراً.
و ) تخيرون ( أصله تتخيرون بتاءين، حذفت إحداهما تخفيفاً. والتخير : تكلف الخَير، أي تطلب ما هو في أخير. والمعنى : إن في ذلك الكتاب لكم ما تختارون من خير الجزاء.
) أم ( للانتقال إلى دليل آخر وهو نفي أن يكون مستند زعمهم عهداً أخذوه على الله لأنفسهم أن يعاملهم يوم القيامة بما يحكمون به لأنفسهم، فالاستفهام اللازم تقديره بعد ) أم ( إنكاري و ) بالغة ( مؤكَّدة. وأصل البالغة : الواصلة إلى ما يُطلب بها، وذلك استعارة لمعنى مغلظة، شبهت بالشيء البالغ إلى نهاية سيره وذلك كقوله تعالى :( قل فللَّه الحجة البالغة ( ( الأنعام : ١٤٩ ).
وقوله :( علينا ( صفة ثانية ل ) أيمان ( أي أقسمناها لكم لإِثبات حقكم علينا.
و ) إلى يوم القيامة ( صفة ثالثة ل ) أيمان، ( أي أيمان مُؤبدة لا تَحلَّة منها فحصل من الوصفين أنها عهود مؤكدة ومستمرة طول الدّهر، فليس يومُ القيامة منتهى الأخذ بتلك الأيمان بل هو تنصيص على التأييد كما في قوله تعالى :( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة في سورة الأحقاف.
ويتعلق إلى يوم القيامة ( بالاستقرار الذي في الخبر في قوله :( لكم أيمان ( ولا


الصفحة التالية
Icon