" صفحة رقم ١٥٩ "
رابعتها : معاننٍ قَصُرت عنها الأفهام في بعض أحوال العصور، وأودعت في القرآن ليكون وجودها معجزة قُرآنيَّة عند أهل العلم في عصور قد يضعف فيها إدراك الإعجاز النظمي، نحو قوله :( والشمس تجري لمستقر لها ( ( يس : ٣٨ ) ) وأرسلنا الرياح لواقح ( ( الحجر : ٢٢ ) ) يكور الليل على النهار ( ( الزمر : ٥ ) ) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب ( ( النمل : ٨٨ ) ) تنبت بالدهن ( ( المؤمنون : ٢٠ ) ) زيتونة لا شرقية ولا غربية ( ( النور : ٣٥ ) ) وكان عرشه على الماء ( ( هود : ٧ ) ) ثم استوى إلى السماء وهي دخان ( ( فصلت : ١١ ) وذكرِ سُدِّ يأجوج ومأجوج.
خامستها : مَجازات وكنايات مستعملة في لغة العرب، إلاّ أنّ ظاهرها أوهم معاني لا يليق الحمل عليها في جانب الله تعالى : لإشعارها بصفات تخالف كمال الإلهية، وتوقّف فريق في محملها تنزيهاً، نحو :( فإنّك بأعيننا ( ( الطور : ٤٨ ) ) والسماء بنيناها بأيدٍ ( ( الذاريات : ٤٧ ) ) ويبقى وجه ربّك ( ( الرحمن : ٢٧ ).
وسادستها : ألفاظ من لغات العرب لم تُعرف لدى الذين نزل القرآن بينهم : قريش والأنصار مثل :( وفاكهة وأبّا ( ( عبس : ٣١ ) ومثل ) أو يأخذهم على تخوف ( ( النحل : ٤٧ ) ) إنّ إبراهيم لأوّاه حليم ( ( التوبة : ١١٤ ) ) ولا طعامٌ إلاّ مِنْ غِسْلِينٍ ( ( الحاقة : ٣٦ ).
سابعتها : مصطلحات شرعية لم يكن للعرب علم بخصوصها، فما اشتهر منها بين المسلمين معناه، صار حقيقة عرفية : كالتيمّم، والزكاة، وما لم يشتهر بقي فيه إجمال : كالربا قال عمر :( نزلت آيات الربا فِي آخر ما أنزل فتوفّي رسول الله ( ﷺ ) ولم يبيّنها ) وقد تقدم في سورة البقرة.
ثامنتها : أساليب عربية خفيت على أقوام فظنّوا الكلام بها متشابهاً، وهذا مثل زيادة الكاف في قوله تعالى :( ليس كمثله شيء ( ( الشورى : ١١ ) ومثل المشاكلة في قوله :( يخادعون اللَّه


الصفحة التالية
Icon