" صفحة رقم ١٩٣ "
تمييزهم وتشهير ذكرهم في مقام الذم، ولأنّ الإِشارة إليهم بعد وصفهم ب ( المطففين ) تؤذن بأن الوصف ملحوظ في الإِشارة فيؤذن ذلك بتعليل الإِنكار.
واللام في قوله :( ليوم عظيم ( لام التوقيت مثل ) أقم الصلاة لدلوك الشمس ( ( الإسراء : ٧٨ ).
وفائدة لام التوقيت إدماج الرد على شبهتهم الحاملة لهم على إنكار البعث باعتقادهم أنه لو كان بعث لبُعثت أمواتُ القرون الغابرة، فأومأ قوله ) ليوم ( أن للبعث وقتاً معيناً يقع عنده لا قبله.
ووصف يوم ب ) عظيم ( باعتبار عظمة ما يقع فيه من الأهوال، فهو وصف مجازي عقلي.
و ) يوم يقوم الناس لرب العالمين ( بدل من ( يوم عظيم ) بدلاً مطابقاً وفتحته فتحة بناء مثل ما تقدم في قوله تعالى :( يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً في سورة الانفطار على قراءة الجمهور ذلك بالفتح.
ومعنى يقوم الناس ( أنهم يكونون قياماً، فالتعبير بالمضارع لاستحضار الحالة.
واللام في ) لرب العالمين ( للأجل، أي لأجل ربوبيته وتلقي حكمه.
والتعبير عن الله تعالى بوصف ( رب العالمين ) لاستحضار عظمته بأنه مالك أصناف المخلوقات.
واللام في ) العالمين ( للاستغراق كما تقدم في سورة الفاتحة.
قال في ( الكشاف ) ( وفي هذا الإِنكار، والتعجيب، وكلمة الظن، ووصف اليوم بالعظيم، وقيام الناس فيه لله خاضعين، ووصف ذاته ب ( رب العالمين ) بيان بليغ لعظيم الذنب وتفاقم الإِثم في التطفيف وفيما كان مثل حالهِ من الحيف وترك القيام بالقسط والعمل على السوية ) اه.
ولما كان الحامل لهم على التطفيف احتقارهم أهل الجَلب من أهل البوادي فلا