" صفحة رقم ٢٧٢ "
وما اشتملت عليه من المعاني يشهد لكونها مكية وحسبك بقوله تعالى :( سنقرئك فلا تنسى ( ( الأعلى : ٦ ).
وهي معدودة ثامنة في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة التكوير وقبل سورة الليل. وروي عن ابن عباس وعكرمة والحسن أنها سابعة قالوا : أول ما نزل من القرآن : اقرأ باسم ربك، ثم ن، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم تَبَّتْ، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك. وأما جابر بن زيد فعد الفاتحة بعد المدثر ثم عد البقية فهي عنده ثامنة، فهي من أوائل السور وقوله تعالى :( سنقرئك فلا تنسى ينادي على ذلك.
وعدد آيها تسع عشرة آية باتفاق أهل العدد.
أغراضها
اشتملت على تنزيه الله تعالى والإِشارة إلى وحدانيته لانفراده بخلق الإِنسان وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي وتثبيته على تلقي الوحي.
وأن الله معطيه شريعة سمحة وكتاباً يتذكر به أهل النفوس الزكية الذين يخشون ربهم، ويُعرض عنهم أهل الشقاوة الذين يُؤثرون الحياة الدنيا ولا يعبأون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحي إليه يُصدِّقُه ما في كتب الرسل من قبله وذلك كله تهوين لما يلقاه من إعراض المشركين.
) سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاََعْلَى الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِى
أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الاَْشْقَى الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَالاَْخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَاذَا لَفِى الصُّحُفِ الاُْولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (
الافتتاح بأمر النبي ( ﷺ ) بأن يسبح اسمَ ربه بالقول، يؤذن بأنه سيُلقي إليه عقبه بشارة وخيراً له وذلك قوله :( سنقرئك فلا تنسى ( ( الأعلى : ٦ ) الآيات كما سيأتي ففيه براعة استهلال.


الصفحة التالية
Icon