" صفحة رقم ٢٩٦ "
محذوفة عُوّض عنها التنوين، ويدل عليها ما في اسم ) الغاشية ( من لمح أصل الوصفية لأنها بمعنى التي تغشى الناس فتقدير الجملة المحذوفة يوم إذ تغشى الغاشية.
أو يدل على الجملة سياق الكلام فتقدر الجملة : يوم إذ تحدث أو تقع.
و ) خاشعة ( : ذليلة يطلق الخشوع على المذلة قال تعالى :( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ( ( الشورى : ٤٥ ) وقال :( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ( ( المعارج : ٤٤ ).
والعاملة : المكلفة العَمَل من المشاق يومئذ. و ) ناصبة ( : من النصب وهو التعب.
وأوثر وصف ) خاشعة ( و ) عاملة ( و ) ناصبة ( تعريضاً بأهل الشقاء بتذكيرهم بأنهم تركوا الخشوع لله والعمل بما أمر به والنصبَ في القيام بطاعته، فجزاؤهم خشوع مذلّة، وعمل مشقة، ونصَب إرهاق.
وجملة :( تصلى ناراً حامية ( خبر رابع عن ) وجوه ). ويجوز أن تكون حالاً، يقال : صَلِيَ يصلَى، إذا أصابه حرُّ النار، وعليه فذكر :( ناراً ( بعد ) تصلى ( لزيادة التهويل والإِرهاب وليُجرَى على ) ناراً ( وصف ) حامية ).
وقرأ الجمهور ) تصلى ( بفتح التاء أي يُصيبُها صِلْيُ النار. وقرأه أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب ( تُصْلَى ) بضم التاء من أصلاه النار بهمزة التعدية إذا أناله حرَّها.
ووصف النار ب ) حامية ( لإفادة تجاوز حرها المقدار المعروف لأن الحمي من لوازم ماهية النار فلما وصفت ب ) حامية ( كان دالاً على شدة الحمى قال تعالى :( نار اللَّه الموقدة ( ( الهمزة : ٦ ).
وأخبر عن ) وجوه ( خبراً خامساً بجملة ) تسقى من عين آنية ( أو هو حال من ضمير ) تصلى ( لأن ذكر الاحتراق بالنار يُحضر في الذهن تطلب إطفاء حرارتها بالشراب فجُعل شرابهم من عين آنية.