" صفحة رقم ٤٤٨ "
والرؤية هنا علمية، وحُذف مفعولا فعل الرؤية اختصاراً لدلالة ) الذي ينهى ( ( العلق : ٩ ) على المفعول الأول ودلالة ) ينهى ( على المفعول الثاني في الجملة قبلها.
و ) على ( للاستعلاء المجازي وهو شدّة التمكن من الهُدى بحيث يشبه تمكنَ المستعلِي على المكان كما تقدم في قوله تعالى :( أولئك على هدى من ربهم ( ( لقمان : ٥ ).
فالضميرَاننِ المستتَران في فعلَي ) كان على الهدى أو أمر بالتقوى ( عائدان إلى ) عبداً ( وإن كانت الضمائر الحافّة به عائدة إلى ) الذي ينهى عبداً إذا صلى ( ( العلق : ٩، ١٠ ) فإن السياق يرد كل ضمير إلى معاده كما في قول عباس بن مرداس :
عُدنا ولولا نَحْنُ أحدقَ جمعُهم
بالمسلمين وأحرَزوا ما جَمَّعوا
والمفعول الثاني لفعل ( رأيتَ ) محذوف دل عليه قوله :( ألم يعلم بأن الله يرى ( ( العلق : ١٤ ) أو دل عليه قوله :( ينهى ( المتقدم. والتقدير : أرأيته.
وجواب :( إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ( محذوف تقديره : أينهاه أيضاً.
وفُصِلت جملة :( أرأيت إن كان على الهدى ( لوقوعها موقع التكرير لأن فيها تكريرَ التَّعجيب من أحوال عديدة لشخص واحد.
( ١٣، ١٤ )
جملة مستأنفة للتهديد والوعيد على التكذيب والتولي، أي إذا كذب بما يُدعى إليه وتولى أتظنه غيرَ عالم بأن الله مطلع عليه.
فالمفعول الأول ل ( رأيتَ ) محذوف وهو ضمير عائد إلى ) الذي ينهى ( ( العلق : ٩ ) والتقدير : أرأيتَه إن كذب... إلى آخره.
وجواب ) إن كذب وتولى ( هو ) ألم يعلم بأن الله يرى ( كذا قدر صاحب ( الكشاف )، ولم يعتبر وجوب اقتران جملة جواب الشرط بالفاء إذا كانت الجملة استفهامية. وصرح الرضي باختيار عدم اشتراط الاقتران بالفاء ونظَّره بقوله تعالى :( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ( ( الأنعام : ٤٧ ) فأما قول جمهور النحاة والزمخشري في ( المفصَّل ) فهو وجوب الاقتران بالفاء، وعلى قولهم


الصفحة التالية
Icon