" صفحة رقم ٦٠٠ "
أبي لهب ( ( المسد : ١ ). ووقع في ( الصحيحين ) من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت :( وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين ( خرج رسول الله ( ﷺ ) حتى صعد الصفا ) إلى آخر الحديث المتقدم.
ومعلوم أن آية :( وأنذر عشيرتك الأقربين ( من سورة الشعراء، وهي متأخرة النزول عن سورة تبت، وتأويل ذلك أن آية تشبه آية سورة الشعراء نزلت قبل سورة أبي لهب لما رواه أبو أسامة يبلغ ابن عباس لما نزلت :( وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين ( ( ولم يقل من سورة الشعراء ) خرج رسول الله ( ﷺ ) حتى صعد الصفا ) فتعين أن آية سورة الشعراء تشبه صدر الآية التي نزلت قبل نزول سورة أبي لهب.
أغراضها
زجر أبي لهب على قوله :( تباً لك ألهذا جمعتنا ؟ ووعيده على ذلك، ووعيد امرأته على انتصارها لزوجها، وبغضها النبي ( ﷺ )
) تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (
افتتاح السورة بالتبات مشعر بأنها نزلت لتوبيخ ووعيد، فذلك براعة استهلال مثل ما تفتتح أشعار الهجاء بما يؤذن بالذم والشتم ومنه قوله تعالى :( ويل للمطففين ( ( المطففين : ١ ) إذ افتتحت السورة المشتملة على وعيد المطففين للفظ الويل ومن هذا القبيل قول عبد الرحمن بن الحكم من شعراء ( الحماسة ) :
لَحَا الله قَيْساً قَيسَ عَيلان إنها
أضاعت ثُغور المسلمين وولَّتِ
وقول أبي تمام في طالعةِ هجاء :
النارُ والعارُ والمكروه والعطب
ومنه أخذ أبو بكر بن الخازن قوله في طالع قصيدة هناء بمولد :
مجشري فقد أنجز الإِقبال ما وعد


الصفحة التالية
Icon