" صفحة رقم ٨٥ "
الراغب سواء اتصل المرفوع بالأرض أو لم يتصل بها وهو مصدر سَمَكَ.
والرَّفع : جعل جسم معتلياً وهو مرادف للسمْك فتعدية فعل ) رفع ( إلى ( السمك ) للمبالغة في الرفع، أي رَفَعَ رفْعَهَا أي جَعله رفيعاً، وهو من قبيل قولهم : لَيل ألْيَل، وشِعر شاعر، وظِل ظليل.
والتسوية : التعديل وعدم التفاوت، وهي جعل الأشياء سواء، أي متماثلة وأصلها أن تتعلق بأشياء وقد تتعلق باسم شيء واحد على معنى تعديل جهاته ونواحيه ومنه قوله هنا :( فسواها (، أي عَدَّل أجزاءها وذلك بأن أتقن صنعها فلا ترى فيها تفاوتاً.
والفاء في ) فسواها ( للتعقيب.
وتسوية السماء حصلت مع حصول سمكها، فالتعقيب فيه مثل التعقيب في قوله :( فنادى فقال أنا ربكم الأعلى ( ( النازعات : ٢٣، ٢٤ ).
وجملة ) وأغطش ليلها ( معطوفة على جملة ) بناها ( وليست معطوفة على ) رفع سمكها ( لأن إغطاش وإخراج الضحى ليس مما يبين به البناء.
والإِغطاش : جعله غاطشاً، أي ظلاماً يقال : غَطَش الليل من باب ضرب، أي أظلم.
والمعنى : أنه خَصَّ الليل بالظلمة وجعله ظلاماً، أي جعل ليلها ظلاماً، وهو قريب من قوله :( رفع سمكها ( من باب قولهم : ليل ألْيَل.
وإخراج الضحى : إبراز نور الضحى، وأصل الإِخراج النقل من مكان حاوٍ واستعير للإِظهار استعارة شائعة.
والضحى : بروز ضوء الشمس بعد طلوعها وبعد احمرار شعاعها، فالضحى هو نور الشمس الخالص وسمي به وقته على تقدير مضاف كما في قوله تعالى :( وأن يحشر الناس ضحى ( ( طه : ٥٩ ) يدل لذلك قوله تعالى :( والشمس وضحاها ( ( الشمس : ١ )، أي نورها الواضح.


الصفحة التالية
Icon