" صفحة رقم ١٢٤ "
وتسفيه المشركين فيما اقترحوه على النبي ( ﷺ ) من طلب إظهار الخوارق تهكّماً.
وإبطال اعتقادهم أنّ الله لقّنهم على عقيدة الإشراك قصداً منهم لإفحام الرسول ( ﷺ ) وبيان حقيقة مشيئة الله. وإثبات صدق القرآن بأنّ أهل الكتاب يعرفون أنّه الحقّ.
والإنحاء على المشركين تكذيبهم بالبعث، وتحقيق أنّه واقع، وأنّهم يشهدون بعده العذاب، وتتبرّأ منهم آلهتهم التي عبدوها، وسيندمون على ذلك، كما أنّها لا تغني عنهم شيئاً في الحياة الدنيا، فإنّهم لا يدعون إلاّ الله عند النوائب.
وتثبيت النبي ( ﷺ ) وأنّه لا يؤاخذ بإعراض قومه، وأمرُه بالإعراض عنهم.
وبيان حكمة إرسال الله الرسل، وأنّها الإنذار والتبشير وليست وظيفة الرسل إخبار الناس بما يتطلّبون علمه من المغيّبات.
وأنّ تفاضل الناس بالتقوى والانتساب إلى دين الله. وإبطال ما شرعه أهل الشرك من شرائع الضلال.
وبيان أنّ التقوى الحقّ ليست مجرّد حرمان النفس من الطيّبات بل هي حرمان النفس من الشهوات التي تحول بين النفس وبين الكمال والتزكية.
وضرب المثل للنبيء مع قومه بمثل إبراهيم مع أبيه وقومه ؛ وكان الأنبياء والرسل على ذلك المثل من تقدّم منهم ومن تأخّر.
والمنّة على الأمة بما أنزل الله من القرآن هدى لهم كما أنزل الكتاب على موسى، وبأن جعلها الله خاتمة الأمم الصالحة.
وبيان فضيلة القرآن ودين الإسلام وما منح الله لأهله من مضاعفة الحسنات.
وتخلّلت ذلك قوارع للمشركين، وتنويه بالمؤمنين، وامتنان بنعم اشتملت عليها مخلوقات الله، وذكر مفاتح الغيب.