وأصله : صَيوب، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعلوا في ميت وسيد وهين ولين. وقال بعض الكوفيين : أصله صويب على مثال فعيل. قال النحاس :"لو كان كما قالوا لما جاز إدغامه، كما لا يجوز إدغام طويل. وجمع صيب صيايب. والتقدير في العربية : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل صيب".
قوله تعالى :﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ السماء تذكر وتؤنث، وتجمع على أسمية وسموات وسمي، على فُعول، قال العجاج :
تلفه الرياح والسُّمِيّ
والسماء : كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت : سماء. والسماء : المطر، سمي به لنزوله من السماء. قال حسان بن ثابت :

ديارٌ من بني الحسحاس قفر تعفيها الروامس والسماء
وقال آخر :
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
ويسمى الطين والكلأ أيضا سماء، يقال : ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم. يريدون الكلأ والطين. ويقال لظهر الفرس أيضا سماء لعلوه، قال :
وأحمر كالديباج أما سماؤه فَرَيّا وأما أرضه فمحول
والسماء : ما علا. والأرض : ما سفل، على ما تقدم.
قوله تعالى :﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ﴾ ابتداء وخبر. ﴿وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ معطوف عليه. وقال : ظلمات بالجمع إشارة إلى ظلمة الليل وظلمة الدَّجْن، وهو الغيم، ومن حيث تتراكب وتتزايد جمعت. وقد مضى ما فيه من اللغات فلا معنى للإعادة، وكذا كل ما تقدم إن شاء الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon