بيان له. وقيل :"الحسنى" الجزاء الحسن ؛ قال الزجاج. وقرأ ابن عباس وأبو العالية ومجاهد وابن محيصن "الكذب" برفع الكاف والذال والباء نعتا للألسنة ؛ وكذا ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ﴾ [النحل : ١١٦]. والكذب جمع كذوب ؛ مثل رسول ورسل وصبور وصبر وشكور وشكر. ﴿لا﴾ رد لقولهم، وتم الكلام، أي ليس كما تزعمون ﴿جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾ أي حقا أن لهم النار. وقد تقدم مستوفي ﴿وأنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾ متركون منسيون في النار ؛ قاله ابن الأعرابي وأبو عبيدة والكسائي والفراء، وهو قول سعيد بن جبير ومجاهد. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير أيضا : مبعدون. قتادة والحسن : معجلون إلى النار مقدمون إليها. والفارط : الذي يتقدم إلى الماء ؛ ومنه قول النبي ﷺ :"أنا فرطكم على الحوض" أي متقدمكم. وقال القطامي :
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا | كما تعجل فراط لوراد |
الآية : ٦٣ ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
قوله تعالى :﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ أي أعمالهم الخبيثة. هذا تسلية للنبي ﷺ بأن من تقدمه من الأنبياء قد كفر بهم قومهم. ﴿فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ﴾ أي ناصرهم في الدنيا على زعمهم. ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.