ومنه قول الشاعر :
فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت | لها حفد ما يعد كثير |
ولكنها نفس علي أبية | عيوف لإصهار اللئام قذور |
حفد الولائد بينهن......... البيت
ويقال : حفدت وأحفدت، لغتان إذا خدمت. ويقال : حافد وحفد ؛ مثل خادم وخدم، وحافد وحفدة مثل كافر وكفرة. قال المهدوي : ومن جعل الحفدة الخدم جعله منقطعا مما قبله ينوي به التقديم ؛ كأنه قال : جعل لكم حفدة وجعل لكم من أزواجكم بنين.
قلت : ما قال الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه ؛ ألا ترى أنه قال :"وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة" فجعل الحفدة والبنين منهن. وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله "بنين وحفدة" أن البنين أولاد الرجل لصلبه والحفدة أولاد ولده، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ومن البنين حفدة. وقال معناه الحسن.
الثالثة :- إذا فرعنا على قول مجاهد وابن عباس ومالك وعلماء اللغة في قولهم إن الحفدة الخدم والأعوان، فقد خرجت خدمة الولد والزوجة من القرآن بأبدع بيان ؛ قاله ابن العربي.