" صفحة رقم ٢٣٤ "
قلت : وفي حديث هرقل الحديث الصحيح :) لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر ) أي كثر وكله غير متعد ولذلك أنكره الكسائي والله أعلم قال المهدوي : ومن قرأ أمر فهي لغة ووجه تعدية أمر أنه شبهه بعمر من حيث كانت الكثرة أقرب شيء إلى العمارة فعدى كما عدى عمر الباقون أمرنا من الأمر أي أمرناهم بالطاعة إعذارا وإنذارا وتخويفا ووعيدا ) ففسقوا ( أي فخرجوا عن الطاعة عاصين لنا ) فحق عليها القول ( فوجب عليها الوعيد عن بن عباس وقيل : أمرنا جعلناهم أمراء لأن العرب تقول : أمير غير مأمور أي غير مؤمر وقيل : معناه بعثنا مستكبريها قال هارون : وهي قراءة أبي بعثنا أكابر مجرميها ففسقوا ذكره الماوردي وحكى النحاس : وقال هارون في قراءة أبي وإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا فيها أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليها القول ويجوز أن يكون أمرنا بمعنى أكثرنا ومنه ) خير المال مهرة مأمورة ) على ما تقدم وقال قوم : مأمورة اتباع لمأبورة كالغدايا والعشايا وكقوله :) ارجعن مأزورات غير مأجورات ) وعلى هذا لا يقال : أمرهم الله بمعنى كثرهم بل يقال : آمره وأمره واختار أبو عبيد وأبو حاتم قراءة العامة قال أبو عبيد : وإنما اخترنا أمرنا لأن المعاني الثلاثة تجتمع فيها من الأمر والإمارة والكثرة والمترف : المنعم وخصوا بالأمر لأن غيرهم تبع لهم الثالثة قوله تعالى :) فدمرناها ( أي أستأصلناها بالهلاك ) تدميرا ( وذكر المصدر للمبالغة في العذاب الواقع بهم وفي الصحيح من حديث زينب بنت جحش زوج النبي ( ﷺ ) قالت : خرج رسول الله ( ﷺ ) يوما فزعا محمرا وجهه يقول :) لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت : فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا