إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ، قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}
قوله تعالى :﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ تقدم القول فيهما في النحل. ﴿وَعَلَيْهَا﴾ أي وعلى الأنعام في البر. ﴿وَعَلَى الْفُلْكِ﴾ في البحر. ﴿تُحْمَلُونَ﴾ وإنما يحمل في البر على البر فيجوز أن ترجع الكناية إلى بعض الأنعام. وروي أن رجلا ركب بقرة في الزمان الأول فأنطقها الله تعالى معه فقالت : إنا لم نخلق لهذا! وإنما خلقت للحرث. ﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ قرئ بالخفض ردا على اللفظ، وبالرفع ردا على المعنى. وقد مضى في "الأعراف".
قوله تعالى :﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ أي يسودكم ويشرف عليكم بأن يكون متبوعا ونحن له تبع. ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً﴾ أي لو شاء الله ألا يعبد شيء سواه لجعل رسول ملكا. ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا﴾ أي بمثل دعوته. وقيل : ما سمعنا بمثله بشرا ؛ أي برسالة ربه. ﴿فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ أي في الأمم الماضية ؛ قال ابن عباس. والباء في ﴿بِهَذَا﴾ زائدة ؛ أي ما سمعنا هذا كائنا في أبائنا الأولين، ثم عطف بعضهم على بعض فقالوا :﴿إِنْ هُوَ﴾