" صفحة رقم ١٤٠ "
فانطلق إلى المدينة ولم يرجع إلى النبي ( ﷺ ) فربط نفسه في سارية وأقسم ألا يبرح من مكانه حتى يتوب الله عليه فكانت امرأته تحله لوقت كل صلاة قال بن عيينة وغيره : فيه نزلت : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم الآية وأقسم ألا يدخل أرض بني قريظة أبدا مكانا أصاب فيه الذنب فلما بلغ ذلك النبي ( ﷺ ) من فعل أبي لبابة قال :) أما إنه لو أتاني لاستغفرت له وأما إذ فعل ما فعل فلا أطلقه حتى يطلقه الله تعالى ) فأنزل الله تعالى في أمر أبي لبابة : وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية فلما نزل فيه القرآن أمر رسول الله ( ﷺ ) بإطلاقه فلما أصبح بنو قريظة نزلوا على حكم رسول الله ( ﷺ ) فتواثب الأوس إلى رسول الله ( ﷺ ) وقالوا : يا رسول الله وقد علمت أنهم حلفاؤنا وقد أسعفت عبد الله بن أبي بن سلول في بني النضير حلفاء الخزرج فلا يكن حظنا أوكس وأنقص عندك من حظ غيرنا فهم موالينا فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) :) يا معشر الأوس ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى قال : فذلك إلى سعد بن معاذ ) وكان رسول الله ( ﷺ ) قد ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب في مرضه من جرحه الذي أصابه في الخندق فحكم فيهم بأن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية والنساء وتقسم أموالهم فقال له رسول الله ( ﷺ ) :) لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبع أرقعة ) وأمر رسول الله ( ﷺ ) فأخرجوا إلى موضع بسوق المدينة اليوم زمن بن إسحاق فخندق بها خنادق ثم أمر عليه السلام فضربت أعناقهم في تلك الخنادق وقتل يومئذ حيي بن أخطب وكعب بن أسد وكانا رأس القوم وكانوا من الستمائة إلى السبعمائة وكان على حيي حلة فقاحيه قد شققها عليه من كل ناحية كموضع الأنملة أنملة أنملة لئلا يسلبها فلما نظر إلى رسول الله ( ﷺ )