خاصة. وقيل : الخطاب له والمراد أمته ؛ إذ قد علم الله أنه لا يشرك ولا يقع منه إشراك. والإحباط الإبطال والفساد ؛ قال القشيري : فمن ارتد لم تنفعه طاعاته السابقة ولكن إحباط الردة العمل مشروط بالوفاة على الكفر ؛ ولهذا قال :﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ﴾ فالمطلق ها هنا محمول على المقيد ؛ ولهذا قلنا : من حج ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام لا يجب عليه إعادة الحج.
قلت : هذا مذهب الشافعي. وعند مالك تجب عليه الإعادة وقد مضى في ﴿البقرة﴾ بيان هذا مستوفى.
قوله تعالى :﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ ﴾ النحاس : في كتابي عن أبي إسحاق لفظ اسم الله عز وجل منصوب بـ ﴿اعبد﴾ قال : ولا اختلاف في هذا بين البصريين والكوفيين. قال النحاس : وقال الفراء يكون منصوبا بإضمار فعل. وحكاه المهدوي عن الكسائي. فأما الفاء فقال الزجاج : إنها للمجازاة. وقال الأخفش : هي زائدة. وقال ابن عباس :﴿ فَاعْبُدِ ﴾ أي فوحد. وقال غيره :﴿ بَلِ اللَّهَ ﴾ فأطع ﴿ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ لنعمه بخلاف المشركين.
الآية :[٦٧] ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
الآية :[٦٨] ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾
قوله تعالى :﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ قال المبرد : ما عظموه حق عظمته من قولك فلان عظيم القدر. قال النحاس : والمعنى على هذا وما عظموه حق عظمته إذا عبدوا معه غيره وهو خالق الأشياء ومالكها. ثم أخبر عن قدرته وعظمته فقال :﴿ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾. ثم نزه نفسه عن أن يكون ذلك بجارحة