عكرمة : المحروم الذي لا يبقى له مال. وقال زيد بن أسلم : هو الذي أصيب ثمره أو زرعه أونسل ماشيته. وقال القرظي : المحروم الذي أصابته الجائحة ثم قرأ ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بََلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾. نظيره في قصة أصحاب الجنة حيث قالوا :﴿بََلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾. [الواقعة : ٦٦] وقال أبو قلابة : كان رجل من أهل اليمامة له مال فجاء سيل فذهب بماله، فقال رجل من أصحابه : هذا المحروم فاقسموا له. وقيل : إنه الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه. وهو يروى عن ابن عباس أيضا. وقال عبدالرحمن بن حميد : المحروم المملوك. وقيل : إنه الكلب ؛ روي أن عمر بن عبدالعزيز كان في طريق مكة، فجاء كلب فانتزع عمر رحمه الله كتف شاة فرمى بها إليه وقال : يقولون إنه المحروم. وقيل : إنه من وجبت نفقته بالفقر من ذوي الأنساب ؛ لأنه قد حرم كسب نفسه حتى وجبت نفقته في مال غيره. وروى ابن وهب عن مالك : أنه الذي يحرم الرزق، وهذا قول حسن ؛ لأنه يعم جميع الأقوال. وقال الشعبي : لي اليوم سبعون سنة منذ احتلمت أسأل عن المحروم فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ. رواه شعبة عن عاصم الأحول عن الشعبي. وأصله في اللغة الممنوع ؛ من الحرمان وهو المنع. علقمة :

ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه أنى توجه والمحروم محروم
وعن أنس أن النبي ﷺ قال :"ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم" ثم تلا رسول الله ﷺ ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ ذكره الثعلبي.
الآية : ٢٠ - ٢٣ ﴿وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾
قوله تعالى :﴿وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ لما ذكر أمر الفريقين بين أن في الأرض علامات تدل على قدرته على البعث والنشور ؛ فمنها عود النبات بعد أن صار هشيما، ومنها أنه


الصفحة التالية
Icon