النعمة ؛ لأن تأنيث النعمة غير حقيقي. و"تداركته" على لفظها. واختلف في معنى النعمة هنا ؛ فقيل النبوة ؛ قال الضحاك. وقيل عبادته إلتي سلفت ؛ قاله ابن جبير. وقيل : نداؤه ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ؛ قاله ابن زيد. وقيل : نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت ؛ قال ابن بحر. وقيل : أي رحمة من ربه ؛ فرحمه وتاب عليه. ﴿لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾ أي لنبذ مذموما ولكنه نبذ سقيما غير مذموم. ومعنى "مذموم" في قول ابن عباس : مليم. قال بكر بن عبدالله : مذنب. وقيل :"مذموم" مبعد من كل، خير. والعراء : الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر. وقيل : ولولا فضل الله عليه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ثم نبذ بعراء القيامة مذموما. يدل عليه قوله تعالى :﴿فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ ﴿فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ﴾ أي اصطفاه واختاره. ﴿فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ قال ابن عباس : رد الله إليه الوحي، وشفعه في نفسه وفي قومه، وقبل توبته، وجعله من الصالحين بأن أرسله إلى مائة ألف أو يزيدون.
الآية :[٥١] ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾
قوله تعالى :﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ "إِنْ" هي المخففة من الثقيلة. ﴿لَيُزْلِقُونَكَ﴾ أي يعتانونك. ﴿بِأَبْصَارِهِم﴾ أخبر بشدة عداوتهم النبي ﷺ، وأرادوا أن يصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا : ما رأينا مثله ولا مثل حججه. وقيل : كانت العين في بني أسد، حتى إن البقرة السمينة أو الناقة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول : يا جارية، خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم هذه الناقة، فما تبرح حتى تقع للموت


الصفحة التالية
Icon