وقال آخر :
ولقد قلت وزيد حاسر... يوم ولت خيل عمرو قددا
والقد بالكسر : سير يقد من جلد غير مدبوغ ؛ ويقال : ماله قد ولا قحف ؛ فالقد : إناء من جلد، والقحف : من خشب.
قوله تعالى :﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ﴾ الظن هنا بمعنى العلم واليقين، وهو خلاف الظن في قوله تعالى :﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ﴾، ﴿وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا ﴾ أي علمنا بالاستدلال والتفكر في آيات الله، أنا في قبضته وسلطانه، لن نفوته بهرب ولا غيره. و"هربا" مصدر في موضع الحال أي هاربين.
١٣- ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً﴾.
١٤- ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً﴾.
١٥- ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً﴾.
قوله تعالى :﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى﴾ يعني القرآن ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ وبالله، وصدقنا محمدا ﷺ على رسالته. وكان ﷺ مبعوثا إلى الإنس والجن. قال الحسن :"بعث الله محمدا ﷺ إلى الإنس والجن، ولم يبعث الله تعالى قط رسولا من الجن، ولا من أهل البادية، ولا من النساء ؛ وذلك قوله تعالى :﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ وقد تقدم هذا المعنى. وفي الصحيح :"وبعثت إلى الأحمر والأسود" أي الإنس والجن.
قوله تعالى :﴿فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً﴾ قال ابن عباس :"لا يخاف


الصفحة التالية
Icon