ذهبها وفضتها. ﴿علمتْ نفسٌ ما قدَّمتْ وأخَّرتْ﴾ مثل :﴿يُنَبَّأُ الْأِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾. وتقدم. وهذا جواب ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ لأنه قسم في قول الحسن وقع على قوله تعالى :﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾ يقول : إذا بدت هذه الأمور من أشراط الساعة ختمت الأعمال فعلمت كل نفس ما كسبت ؛ فإنها لا ينفعها عمل بعد ذلك. وقيل : أي إذا كانت هذه الأشياء قامت القيامة، فحوسبت كل نفس بما عملت، وأوتيت كتابها بيمينها أو بشمالها، فتذكرت عند قراءته جميع أعمالها. وقيل : هو خبر، وليس بقسم، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى.
٦- ﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾.
٧- ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ﴾.
٨- ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾.
٩- ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾.
قوله تعالى :﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ﴾ خاطب بهذا منكري البعث. وقال ابن عباس : الإنسان هنا : الوليد بن المغيرة. وقال عكرمة : أبي بن خلف. وقيل : نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي. عن ابن عباس أيضا :"ما غرك بربك الكريم" أي ما الذي غرك حتى كفرت ؟ "بربك الكريم" أي المتجاوز عنك. قال قتادة : غرة شيطانه المسلط عليه. الحسن : غرة شيطانه الخبيث. وقيل : حمقه وجهله. رواه الحسن عن عمر رضي الله عنه. وروى غالب الحنفي قال : لما قرأ رسول الله ﷺ ﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ قال :"غره الجهل" وقال صالح بن مسمار : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه قرأ ﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ ؟ فقال :"غره جهله". وقال عمر رضي الله عنه : كما قال الله تعالى ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾. وقيل : غره عفو الله، إذ لم يعاقبه في أول مرة. قال إبراهيم بن الأشعث : قيل : للفضيل بن عياض : لو أقامك الله تعالى


الصفحة التالية
Icon