أطفأها، كراهية أن ينتفع بها أحد. فشبهت العرب هذه النار بناره ؛ لأنه لا ينتقع بها. وكذلك إذا وقع السيف على البيضة فاقتدحت نارا، فكذلك يسمونها. قال النابغة :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم | بهن فلول من قراع الكتائب |
تَقُدَّ السَّلوقي المضاعفَ نسجُه | وتوقد بالصُفاح نار الحُباحِب |
الخيل تغير على العدو عند الصبح ؛ عن ابن عباس وأكثر المفسرين. وكانوا إذا أرادوا الغارة سروا ليلا، ويأتون العدو صبحا ؛ لأن ذلك وقت غفلة الناس. ومنه قوله تعالى :﴿فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ﴾ وقيل : لعزهم أغاروا نهارا، و ﴿صُبْحاً﴾ على هذا، أي علانية، تشبيها بظهور الصبح. وقال ابن مسعود وعلي رضي الله عنهما : هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من منى إلى جمع. والسنة ألا تدفع حتى تصبح ؛ وقاله القرطبي. والإغارة : سرعة السير ؛ ومنه قولهم : أشرق ثبير، كيما نغير.
٤- ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً﴾
أي غبارا ؛ يعني الخيل تثير الغبار بشدة العدو في المكان الذي أغارت به. قال عبدالله بن رواحة :
عدمت بنيتي إن لم تروها | تثير النقع من كنفي كداء |