على قول الخليل والكسائي، التقدير : في أن تبروا، فأضمرت "في" وخفضت بها. و"سميع" أي لأقوال العباد. "عليم" بنياتهم.
*٣*الآية : ٢٢٥ ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾
قوله تعالى :﴿بِاللَّغْوِ﴾ اللغو : مصدر لغا يلغو ويلغى، ولغي يلغى لغا إذا أتى بما لا يحتاج إليه في الكلام، أو بما لا خير فيه، أو بما يلغى إثمه، وفي الحديث :"إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت". ولغة أبي هريرة "فقد لغيت" وقال الشاعر :
ورب أسراب حجيج كظم... عن اللغا ورفث التكلم
وقال آخر :
ولست بمأخوذ بلغو تقوله... إذا لم تعمد عاقدات العزائم
واختلف العلماء في اليمين التي هي لغو، فقال ابن عباس :"هو قول الرجل في درج كلامه واستعجاله في المحاورة : لا والله، وبلى والله، دون قصد لليمين". قال المروزي : لغو اليمين التي اتفق العلماء على أنها لغو هو قول الرجل : لا والله، وبلى والله، في حديثه وكلامه غير معتقد لليمين ولا مريدها. وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن عروة حدثه أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت :"أيمان اللغو ما كانت في المراء والهزل والمزاحة والحديث الذي لا ينعقد عليه القلب". وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : نزل قوله تعالى :﴿لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم﴾ في قول الرجل : لا والله، وبلى والله". وقيل : اللغو ما يحلف به على الظن، فيكون بخلافه، قاله مالك،


الصفحة التالية
Icon