غل فلان المفاوز، أي دخلها وتوسطها. وغل من المغنم غلولا، أي خان. وغل الماء بين الأشجار إذا جرى فيها ؛ يغل بالضم في جميع ذلك. وقيل : الغلول في اللغة أن يأخذ من المغنم شيئا يستره عن أصحابه ؛ ومنه تغلغل الماء في الشجر إذا تخللها. والغلل : الماء الجاري في أصول الشجر، لأنه مستتر بالأشجار، كما قال :
لعب السيول به فأصبح ماؤه | غللا يقطع في أصول الخروع |
الثانية :-قوله تعالى :﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي يأتي به حاملا له على ظهره ورقبته، معذبا بحمله وثقله، ومرعوبا بصوته، وموبخا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد ؛ على ما يأتي. وهذه الفضيحة التي يوقعها الله تعالى بالغال نظير الفضيحة التي توقع بالغادر، في أن ينصب له لواء عند أسته بقدر غدرته. وجعل الله تعالى هذه المعاقبات حسبما يعهده البشر ويفهمونه ؛ ألا ترى إلى قول الشاعر :
أسمي ويحك هل سمعت بغدرة...
رفع اللواء لنا بها في المجمع