لئن أقمتم الصلاة لأكفرن عنكم سيئاتكم، وتضمن شرطا آخر لقوله :﴿ لأُكَفِّرَنَّ ﴾ أي إن فعلتم ذلك كفر. وقيل : قوله ﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ﴾ جزاء لقوله :﴿ إِنِّي مَعَكُمْ ﴾ وشرط لقوله :﴿ لأُكَفِّرَنَّ ﴾ والتعزير : التعظيم والتوقير ؛ وأنشد أبو عبيدة :
وكم من ماجد لهم كريم | ومن ليث يعزر في الندي |
١٣- ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
قوله تعالى :﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ﴾ أي فبنقضهم ميثاقهم، ﴿ما﴾ زائدة للتوكيد، عن قتادة وسائر أهل العلم ؛ وذلك أنها تؤكد الكلام بمعنى تمكنه في النفس من جهة حسن النظم، ومن جهة تكثيره للتوكيد ؛ كما قال :
لشيء ما يسود من يسود