١٦- ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
قوله تعالى :﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ ﴾ أي في التوحيد والإيمان بمحمد ﷺ ؛ إذ هو مكتوب في الإنجيل. ﴿ فَنَسُوا حَظّاً ﴾ وهو الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام ؛ أي لم يعملوا بما أمروا به، وجعلوا ذلك الهوى والتحريف سببا للكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. ومعنى ﴿ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ ﴾ هو كقولك : أخذت من زيد ثوبه ودرهمه ؛ قاله الأخفش. ورتبة ﴿ الَّذِينَ ﴾ أن تكون بعد ﴿ أَخَذْنَا ﴾ وقيل الميثاق ؛ فيكون التقدير : أخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ؛ لأنه في موضع المفعول الثاني لأخذنا. وتقديره عند الكوفيين ومن الذين قالوا إنا نصارى من أخذنا ميثاقه ؛ فالهاء والميم تعودان على ﴿مِنَ﴾ المحذوفة، وعلى القول الأول تعودان على ﴿ الَّذِينَ ﴾. ولا يجيز النحويون أخذنا ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى، ولا ألينها لبست من الثياب ؛ لئلا يتقدم مضمر على ظاهر. وفي قولهم :﴿ إِنَّا نَصَارَى ﴾ ولم يقل من النصارى دليل على أنهم ابتدعوا النصرانية وتسموا بها ؛ روي معناه عن الحسن.
قوله تعالى :﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ﴾ أي هيجنا. وقيل : ألصقنا بهم ؛ مأخوذ من الغراء وهو ما يلصق الشيء بالشيء كالصمغ وشبهه. يقال : غري بالشيء يغرى غرا "بفتح الغين" مقصورا وغراء "بكسر الغين" ممدودا إذا أولع به كأنه التصق به. وحكى الرماني : الإغراء تسليط بعضهم على بعض. وقيل : الإغراء التحريش، وأصله اللصوق ؛ يقال : غريت بالرجل غرا - مقصور وممدود مفتوح الأول - إذ لصقت به. وقال كثير.



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
إذا قيل مهلا قالت العين بالبكا غراء ومدتها حوافل نهل