﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأِسْلامُ ﴾ وهو الذي يفسر في سؤال جبريل للنبي عليهما الصلاة والسلام، وهو الإيمان والأعمال والشعب
السادسة والعشرون : قوله تعالى :﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ ﴾ يعني من دعته ضرورة إلى أكل الميتة وسائر المحرمات في هذه الآية. والمخمصة الجوع وخلاء البطن من الطعام. والخمص ضمور البطن. ورجل خميص وخمصان وامرأة خميصة وخمصانة ؛ ومنه أخمص القدم، ويستعمل كثيرا في الجوع والغرث ؛ قال الأعشى :
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم | وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا |
والبطن ذو عكن خميص لين | والنحر تنفجه بثدي مقعد |
السابعة والعشرون : قوله تعالى :﴿ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ ﴾ أي غير مائل لحرام، وهو بمعنى ﴿ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ ﴾ وقد تقدم. والجنف الميل، والإثم الحرام ؛ ومنه قول عمر رضي الله عنه : ما تجانفنا فيه لإثم ؛ أي ما ملنا ولا تعمدنا ونحن نعلمه : وكل مائل فهو متجانف وجنف. وقرأ النخعي ويحيى بن وثاب والسلمي ﴿ مُتَجَنِِّفٍ ﴾ دون ألف، وهو أبلغ في المعني، لأن شد العين يقتضي مبالغة وتوغلا في المعنى وثبوتا لحكمه ؛ وتفاعل إنما هو محاكاة الشيء