﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ [البقرة : ٦٣] وقد تقدم. ﴿وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا﴾ أي يعملوا بالأوامر ويتركوا النواهي، ويتدبروا الأمثال والمواعظ. نظيره ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الزمر : ٥٥]. وقال :﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر : ١٨]. والعفو أحسن من الاقتصاص. والصبر أحسن من الانتصار. وقيل : أحسنها الفرائض والنوافل، وأدونها المباح. ﴿سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ قال الكلبي :﴿دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ ما مروا عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود، والقرون التي أهلكوا. وقيل : هي جهنم ؛ عن الحسن ومجاهد. أي فلتكن منكم على ذكر، فاحذروا أن تكونوا منها. وقيل : أراد بها مصر ؛ أي سأريكم ديار القبط ومساكن فرعون خالية عنهم ؛ عن ابن جبير. قتادة : المعنى سأريكم منازل الكفار التي سكنوها قبلكم من الجبابرة والعمالقة لتعتبروا بها ؛ يعني الشأم. وهذان القولان يدل عليهما ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ﴾ [الأعراف : ١٣٧] الآية. ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص : ٥] الآية، وقد تقدم. وقرأ ابن عباس وقسامة بن زهير ﴿سأورّثكم﴾ من ورث. وهذا ظاهر. وقيل : الدار الهلاك، وجمعه أدوار. وذلك أن الله تعالى لما أغرق فرعون أوحى إلى البحر أن اقذف بأجسادهم إلى الساحل، قال : ففعل ؛ فنظر إليهم بنو إسرائيل فأراهم هلاك الفاسقين.
الآيتان : ١٤٦ - ١٤٧ ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ، وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon