" صفحة رقم ٣٦٦ "
القيامة ٢٣
) لا يأمر بالفحشاء ( الأعراف ٢٧
) أمرنا مترفيها ( الاسراء ١٦ فإن قلت فهلا كان القرآن كله محكما قلت لو كان كله محكما لتعلق الناس به لسهولة مأخذه ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده الا به ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق والمتزلزل فيه ولما في تقادح العلماء وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه ورده إلى المحكم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمة ونيل الدرجات عند الله ولأن المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله ولا اختلاف إذا رأى فيه ما يتناقض في ظاهره وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد ففكر وراجع نفسه وغيره ففتح الله عليه وتبين مطابقة المتشابه المحكم ازداد طمانينة إلى معتقده وقوة في ايقانه
) الذين في قلوبهم زيغ (
هم اهل البدع
) فيتبعون ما تشابه منه ( فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب اليه المبتدع مما لا يطابق المحكم ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق
) ابتغاء الفتنة (
طلب ان يفتنوا الناس عن دينهم ويضلوهم
( وابتغاء تأويله )
وطلب ان يأولوه التاويل الذي يشتهونه
) وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (
أي لا يهتدي إلى تأويله الحق الذي يجب ان يحمل عليه الا الله وعباده الذين رسخوا في العلم أي ثبتوا فيه وتمكنوا وعضوا فيه بضرس قاطع
ومنهم من يقف على قوله ( الا الله ) ويبتدىء ( والراسخون في العلم يقولون ) ويفسرون المتشابه بما استأثر الله بعلمه وبمعرفة الحكمة فيه من آياته كعدد الزبانية ونحوه والأول هو الوجه
ويقولون كلام مستأنف موضع لحال الراسخين بمعنى هؤلاء العالمون بالتاويل
" يقولون ءامنا به "
أي بالمتشابه
) كل من عند ربنا (
أي كل واحد منه ومن المحكم من عنده أو بالكتاب كل من متشابهه ومحكمه من عند الله الحكيم الذي لا يتناقض كلامه