" صفحة رقم ٣٦٨ "
أي لا ينفعه جده وحظه من الدنيا بذلك أي بدل طاعتك وعبادتك وما عندك وفي معناه قوله تعالى
) وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ( سبأ ٣٧ وقرىء ( وقود ) بالضم بمعنى اهل وقودها
والمراد بالذين كفروا من كفر برسول الله ( ﷺ ) وعن ابن عباس هم قريظة والنضير
الدأب مصدر دأب في العمل اذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الانسان من شانه وحاله والكاف مرفوع المحل تقديره دأب هؤلاء الكفرة كدأب من قبلهم من آل فرعون وغيرهم
ويجوز ان ينتصب محل الكاف بلن تغني أو بالوقود أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغني عن اولئك أو توقد بهم النار كما توقد بهم تقول إنك لتظلم الناس كدأب أبيك تريد كظلم أبيك ومثل ما كان يظلمهم وإن فلانا لمحارف كدأب أبيه تريد كما حورف أبوه
" كذبوا بئاياتنا " تفسير لدأبهم مافعلوا وفعل بهم على انه جواب سؤال مقدر عن حالهم
) قل للذين كفروا (
هم مشركو مكة
) ستغلبون (
يعني يوم بدر وقيل هم اليهود ولما غلب رسول الله ( ﷺ ) يوم بدر قالوا هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى وهموا باتباعه فقال بعضهم لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة أخرى فلما كان يوم أحد شكوا وقيل
١٦١ جمعهم رسول الله ( ﷺ ) بعد وقعة بدر في سوق بني قينقاع فقال يا معشر اليهود احذروا مثل ما نزل بقريش وأسلموا قبل ان ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل فقالوا لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة لئن قاتلتنا لعلمت انا نحن الناس فنزلت وقرىء ( سيغلبون ويحشرون ) بالياء كقوله تعالى
) قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ( الأنفال ٣٨ على قل لهم قولي لك سيغلبون فإن قلت أي فرق بين القراءتين من حيث المعنى قلت معنى القراءة بالتاء الأمر بأن يخبرهم بما سيجري عليهم من الغلبة والحشر إلى جهنم فهو إخبار بمعنى سيغلبون ويحشرون وهو الكائن من نفس المتوعد به والذي يدل عليه اللفظ ومعنى القراءة بالياء الأمر بأن يحكي لهم ما اخبره به من وعيدهم بلفظه
كأنه


الصفحة التالية
Icon