" صفحة رقم ٤٢ "
لعلمهم ان البحر قد زخر فطم على الكواكب وان الشمس قد أشرقت فطمست نور الكواكب
والصلاة والسلام على خير من اوحى اليه حبيب الله أبي القاسم محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم ذي اللواء المرفوع في بني لؤي
وذي القرع المنيف في عبد مناف بن قصي المثبت بالعصمة المؤيد بالحكمة الشادخ الغرة الواضح التحجيل النبي المي المكتوب في التوراة والإنجيل وعلى آله الأطهار وخلفائه من الأختان والأصهار وعلى جميع المهاجرين والأنصار
اعلم ان متن كل علم وعمود كل صناعة طبقات العلماء فيه متدانية وأقدام الصناع فيه متقاربة أو متساوية إن سبق العالم العالم لم يسبقه الا بخطا يسيرة أو تقدم الصانع الصانع لم يتقدمه الا بمسافة قصيرة وإنما الذي تباينت فيه الرتب وتحاكت فيه الركب ووقع فيه الاستباق والتناضل وعظم فيه التفاوت والتفاضل حتى انتهى الأمر إلى امد من الوهم متباعد وترقى إلى ان عد ألف بواحد ما في العلوم والصناعات من محاسن النكت والفقر ومن لطائف معان يدق فيها مباحث للفكر ومن غوامض اسرار محتجبة وراء أستار لا يكشف عنها من الخاصة الا اوحدهم وأخصهم وإلا واسطتهم وفصهم وعامتهم عماة عن إدراك حقائقها بأحداقهم عناة في يد التقليد لا يمن عليهم بجز نواصيهم وإطلاقهم
ثم إن أملأ العلوم بما يغمر القرائح وانهضها بما يبهر الألباب القوارح من غرائب نكت يلطف مسلكها ومستودعات اسرار يدق سلكها علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه كل ذي علم كما ذكر الجاحظ في كتاب نظم القرآن فالفقيه


الصفحة التالية
Icon