" صفحة رقم ٤٨ "
قول الداعي للمعرس بالرفاه والبنين معناه أعرست ملتبسا بالرفاه والبنين وهذا الوجه أعرب وأحسن فإن قلت فكيف قال الله تبارك وتعالى متبركا باسم الله أقرأ قلت هذا مقول على ألنة العباد كما يقول الرجل الشعر على لسان غيره وكذلك
) الحمد لله رب العالمين ( إلى آخره وكثير من القرآن على هذا المنهج ومعناه تعليم عباده كيف يتبركون باسمه وكيف يحمدونه ويمجدونه ويعظمونه
فإن قلت من حق حروف المعاني التى جاءت على حرف واحد ان تبنى على الفتحة التي هي أخت السكون نحو كاف التشبيه ولام الابتداء وواو العطف وفائه وغير ذلك فما بال لام الإضافة وبائها بنيتا على الكسر قلت اما اللام فللفصل بينها وبين لام الابتداء واما الباء فلكونها لازمة للحرفية والجر والاسم أحد الأسماء العشرة التي بنوا أوائلها على السكون فإذا نطقوا بها مبتدئين زادوا همزة لئلا يقع ابتداؤهم بالساكن اذا كان دأبهم ان يبتدئوا بالمتحرك ويقفوا على الساكن لسلامة لغتهم من كل لكنة وبشاعة ولوضعها على غاية من الإحكام والرصانة واذا وقعت في الدرج لم تفتقر إلى زيادة شيء
ومنهم من لم يزدها واستغنى عنها بتحريك الساكن فقال سم وسم
قال
( باسم الذي في كل سورة سمه )
وهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز كيد ودم وأصله سمو بدليل تصريفه كأسماء وسمي وسميت واشتقاقه من السمو لأن التسمية تنويه بالمسمى وإشادة بذكره ومنه قيل للقب النبز من النبز بمعنى النبر وهو رفع الصوت
والنبز قشر النخلة الأعلى
فإن قلت فلم حذفت الألف في الخط وأثبتت في قوله باسم ربك قلت قد اتبعوا في حذفها حكم الدرج دون الابتداء الذي عليه وضع الخط لكثرة الاستعمال وقالوا طولت الباء تعويضا من طرح الألف
وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال لكاتبه طول الباء وأظهر السنات ودور الميم
و الله أصله الإله قال


الصفحة التالية
Icon