" صفحة رقم ٥٥ "
٣ ( كما تدين تدان )
أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١١ ١٧٨ ١٧٩ ومن طريقه البيهقي في الزهد ص ١٤٢ عن أبي وبيت الحماسة
( ولم يبق سوى العدوا ن
دناهم كما دانوا )
فان قلت ما هذه الإضافة قلت هي إضافة اسم الفاعل إلى الظرف على طريق الاتساع مجرى مجرى المفعول به كقولهم يا سارق الليلة اهل الدار والمعنى على الظرفية
ومعناه مالك الأمر كله في يوم الدين كقوله
) لمن الملك اليوم ( غافر ١٦
فإن قلت فإضافة اسم الفاعل اضافة غير حقيقة فلا تكون معطية معنى التعريف فكيف ساغ وقوعه صفة للمعرفة قلت إنما تكون غير حقيقية إذا أريد باسم الفاعل الحال أو الاستقبال فكان في تقدير الانفصال كقولك مالك الساعة أو غدا
فأما اذا قصد معنى الماضي كقولك هو مالك عبده أمس أو زمان مستمر كقولك زيد مالك العبيد كانت الاضافة حقيقية كقولك مولى العبيد وهذا هو المعنى في
) مالك يوم الدين ( ويجوز ان يكون المعنى ملك الأمور يوم الدين كقوله
) ونادى أصحاب الجنة ( الأعراف ٤٤
) ونادى أصحاب الأعراف ( الأعراف ٤٨ والدليل عليه قراءة أبي حنيفة ( مالك يوم الدين ) وهذه الأوصاف التى أجريت على الله سبحانه من كونه ربا مالكا للعالمين لا يخرج منهم شيء من ملكوته وربوبيته ومن كونه منعما بالنعم كلها الظاهرة والباطنة والجلائل والدقائق ومن كونه مالكا للأمر كله في العاقبة يوم الثواب والعقاب بعد الدلالة على اختصاص الحمد به وانه به حقيق في قوله الحمد لله دليل على أن من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه بالحمد والثناء عليه بما هو اهله
إياك نعبد وإياك نستعين
الفاتحة :( ٥ ) إياك نعبد وإياك.....
ايا ضمير منفصل للمنصوب واللواحق التي تلحقه من الكاف والهاء والياء في قولك إياك وإياه وإياي لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب


الصفحة التالية
Icon