" صفحة رقم ٥٧ "
الصفات فقيل إياك يا من هذه صفاته نخص بالعبادة والاستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه ليكون الخطاب أدل على ان العبادة له لذلك التميز الذي لا تحق العبادة الا به
فإن قلت لم قرنت الاستعانة بالعبادة قلت ليجمع بين ما يتقرب به العباد إلى ربهم وبين ما يطلبونه ويحتاجون اليه من جهته
فإن قلت فلم قدمت العبادة على الاستعانة قلت لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة اليها
فإن قلت لم أطلقت الاستعانة قلت ليتناول كل مستعان فيه والأحسن ان تراد الاستعانة به وبتوفيقه على أداء العبادة ويكون قوله
) اهدنا (
بيانا للمطلوب من المعونة كأنه قيل كيف أعينكم فقالوا اهدنا الصراط المستقيم وإنما كان أحسن لتلاؤم الكلام وأخذ بعضه بحجزة بعض
وقرأ ابن حبيش ( نستعين ) بكسر النون
الفاتحة ٦
الفاتحة :( ٦ ) اهدنا الصراط المستقيم
هدى أصله ان يتعدى باللام أو بإلى كقوله تعالى ) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ( الاسراء ٩ ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) الشورى ٥٢ فعومل معاملة اختار في قوله تعالى
) واختار موسى قومه ( الأعراف ١٥٥
ومعنى طلب الهداية وهم مهتدون طلب زيادة الهدى بمنح الإلطاف كقوله تعالى
) والذين اهتدوا زادهم هدى ( محمد ١٧
) والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ( العنكبوت ٦٩
وعن علي وأبي رضي الله عنهما اهدنا ثبتنا وصيغة الأمر والدعاء واحدة لأن كل واحد منهما طلب وإنما يتفاوتان في الرتبة وقرأ عبد الله أرشدنا
السراط الجادة من سرط الشيء اذا ابتلعه لأنه يسترط السابلة اذا سلكوه كما سمي لقما لأنه يلتقمهم
والصراط من قلب السين صادا لأجل الطاء كقوله