" صفحة رقم ٥٨ "
( مصيطر ) في ( مسيطر ) وقد تشم الصاد صوت الزاي وقرىء بهن جميعا وفصاحهن اخلاص الصاد وهي لغة قريش وهي الثابتة في الإمام ويجمع سرطا نحو كتاب وكتب ويذكر ويؤنث كالطريق والسبيل والمراد طريق الحق وهو ملة الإسلام
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين
الفاتحة :( ٧ ) صراط الذين أنعمت.....
صراط الذين أنعمت عليهم (
بدل من الصراط المستقيم وهو في حكم تكرير العامل كأنه قيل اهدنا الصراط المستقيم اهدنا صراط الذين انعمت عليهم كما قال
" الذين استضعفوا لمن ءامن منهم " الأعراف
فإن قلت ما فائدة البدل وهلا قيل اهدنا صراط الذين انعمت عليهم قلت فائدته التوكيد لما فيه من التثنية والتكرير والإشعار بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده كما تقول هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم فلان فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا اولا ومفصلا ثانيا واوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل فكأنك قلت من أراد رجلا جامعا للخصلتين فعليه بفلان فهو المشخص المعين لاجتماعهما فيه غير مدافع ولا منازع
والذين انعمت عليهم هم المؤمنون وأطلق الإنعام ليشمل كل إنعام لأن من أنعم عليه بنعمة الاسلام لم تبق نعمة الا أصابته واشتملت عليه
وعن ابن عباس هم أصحاب موسى قبل ان يغيروا وقيل هم الأنبياء وقرأ ابن مسعود ( صراط من انعمت عليهم )
) غير المغضوب عليهم (
بدل من الذين أنعمت عليهم على معنى ان المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وهي نعمة الايمان وبين السلامة من غضب الله والضلال
فإن قلت كيف صح ان يقع
) غير (
صفة للمعرفة وهو لا يتعرف وإن أضيف إلى المعارف قلت
) الذين أنعمت عليهم (
لا توقيت فيه كقوله


الصفحة التالية
Icon