" صفحة رقم ٦٣ "
سورة البقرة
مدنية وهي مائتان وست وثمانون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
المالبقرة :( ١ ) الم
الم (
اعلم ان الالفاظ التي يتهجى بها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التي منها ركبت الكلم فقولك ضاد اسم سمي به ضه من ضرب اذا تهجيته وكذلك را با أسمان لقولك ره به وقد روعيت في هذه التسمية لطيفة وهي ان المسميات لما كانت ألفاظا كأساميها وهي حروف وحدان والأسامي عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة اتجه لهم طريق إلى أن يدلوا في التسمية على المسمى فلم يغفلوها وجعلوا المسمى صدر كل اسم منها كما ترى الا الألف فإنهم استعاروا الهمزة مكان مسماها لأنه لا يكون الا ساكنا
ومما يضاهيها في إيداع اللفظ دلالة على المعنى التهليل والحوقلة والحيعلة والبسملة وحكمها ما لم تلها العوامل ان تكون ساكنة الأعجاز موقوفة كأسماء الأعداد فيقال ألف لام ميم كما يقال واحد اثنان ثلاثة فإذا وليتها العوامل أدركها الإعراب
تقول هذه ألف وكتبت ألفا ونظرت إلى ألف وهكذا كل اسم عمدت إلى تأدية ذاته فحسب قبل ان يحدث فيه بدخول العوامل شيء من تأثيراتها فحقك ان تلفظ به موقوفا
ألا ترى أنك إذا أردت ان تلقى على الحاسب أجناسا مختلفة ليرفع حسبانها كيف تصنع وكيف تلقيها أغفالا من سمة الإعراب فتقول دار غلام جارية ثوب بساط
ولو أعربت ركبت شططا
فإن قلت لم قضيت لهذه الألفاظ بالاسمية وهلا زعمت انها حروف كما وقع في عبارات المتقدمين قلت قد استوضحت بالبرهان النير انها أسماء غير حروف فعلمت ان قولهم خليق بأن يصرف إلى التسامح وقد وجدناهم متسامحين في تسمية كثير من الأسماء التى لا يقدح إشكال في اسميتها كالظروف وغيرها بالحروف مستعملين الحرف في معنى الكلمة وذلك أن قولك ألف دلالته على أوسط حروف قال وقام دلالة فرس على الحيوان المخصوص لا فضل فيما يرجع إلى التسمية بين الدلالتين
ألا ترى ان الحرف ما دل