" صفحة رقم ٦٤ "
على معنى في غيره وهذا كما ترى دال على معنى في نفسه ولأنها متصرف فيها بالإمالة كقولك با تا
وبالتفخيم كقولك يا ها وبالتعريف والتنكير والجمع والتصغير والوصف والإسناد والإضافة وجميع ما للأسماء المتصرفة
ثم إني عثرت من جانب الخليل على نص في ذلك
قال سيبويه قال الخليل يوما وسأل أصحابه كيف تقولون اذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والباء التي في ضرب فقيل نقول باء كاف فقال إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف وقال أقول كه به وذكر أبو علي في كتاب الحجة في ( يس ) وإمالة يا أنهم قالوا يا زيد في النداء فأمالوا وإن كان حرفا قال فإذا كانوا قد امالوا ما لا يمال من الحروف من أجل الياء فلأن يميلوا الاسم الذي هو يس أجدر
ألا ترى ان هذه الحروف أسماء لما يلفظ بها فإن قلت من أي قبيل هي من الأسماء أمعربة أم مبنية قلت بل هي أسماء معربة وإنما سكنت سكون زيد وعمرو وغيرهما من الأسماء حيث لا يمسها اعراب لفقد مقتضيه وموجبه
والدليل على ان سكونها وقف وليس ببناء انها لو بنيت لحذى بها حذو كيف وأين وهؤلاء
ولم يقل ص ق ن مجموعا فيها بين الساكنين
فإن قلت فلم لفظ المتهجي بما آخره ألف منها مقصورا فلما اعرب مد فقال هذه باء وياء وهاء وذلك يخيل ان وزانها وزان قولك لا مقصورة فإذا جعلتها اسما مددت فقلت كتبت لاء قلت هذا التخيل يضمحل بما لخصته من الدليل والسبب في ان قصرت متهجاة ومدت حين مسها الإعراب ان حال التهجي خليقة بالأخف الأوجز واستعمالها فيه أكثر
فإن قلت قد تبين أنها أسماء لحروف المعجم وانها من قبيل المعربة وان سكون أعجازها عند الهجاء لأجل الوقف فما وجه وقوعها على هذه الصورة فواتح للسور قلت فيه اوجه أحدها وعليه اطباق الأكثر أنها أسماء السور
وقد ترجم صاحب الكتاب الباب الذي كسره على ذكرها في حد ما لا ينصرف