" صفحة رقم ٦٣٩ "
وقسمتهم الجزور على الأنصباء المعلومة
" ذالكم فسق "
الإشارة إلى الاستقسام أو إلى تناول ما حرم عليهم لأن المعنى حرم عليكم تناوله الميتة وكذا وكذا
فإن قلت لم كان استقسام المسافر وغيره بالآزلام لتعرف الحال فسقا قلت لأنه دخول في علم الغيب الذي استأثر به علام الغيوم وقال
" لا يعلم ما في السموات والأرض الغيب الا الله " النمل ٦٥ واعتقاد ان اليه طريقا وإلى استنباطه وقوله أمرني ربي ونهاني ربي افتراء على الله
وما يدريه انه امره أو نهاه
والكهنة والمنجمون بهذه المثابة
وإن كان أراد بالرب الصنم فقد روي انهم كانوا يجيلونها عند اصنامهم فأمره ظاهر
) اليوم (
لم يرد به يوما بعينه وإنما اراد به الزمان الحاضر وما يتصل به ويدانيه من الأزمنة الماضية والآتية كقولك كنت بالأمس شابا وانت اليوم أشيب فلا تريد بالأمس اليوم الذي قبل يومك ولا باليوم يومك ونحوه ( الآن ) في قوله
( الان لما ابيض مسربتي وعضضت من نابي على جذم )
وقيل أريد يوم نزولها وقد نزلت يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع
) يئس الذين كفروا من دينكم (
يئسوا منه ان يبطلوه وان ترجعوا محللين لهذه الخبائث بعد ما حرمت عليكم
وقيل يئسوا من دينكم أن يغلبوه لأن الله عز وجل وفى بوعده من إظهاره على الدين كله
) فلا تخشوهم (
بعد إظهار الدين وزوال الخوف من الكفار وانقلابهم مغلوبين مقهورين بعدما كانوا غالبين
) واخشوني (
واخلصوا لي الخشية
) أكملت لكم دينكم (
كفيتكم أمر عدوكم وجعلت اليد العليا لكم كما تقول الملوك اليوم كمل لنا الملك وكمل لنا ما نريد اذا كفوا من ينازعهم الملك ووصلوا إلى أغراضهم ومباغيهم
أو اكملت لكم ما تحتاجون إليه في تكليفكم من تعليم الحلال والحرام والتوقيف على الشرائع وقوانين القياس وأصول الاجتهاد
) وأتممت عليكم نعمتي (
بفتح مكة ودخولها آمنين ظاهرين وهدم منار الجاهلية ومناسكهم وان لم يحج معكم مشرك ولم يطف بالبيت عريان
أو أتممت عليكم بإكمال أمر الدين والشرائع كانه قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي بذلك لأنه لا نعمة أتم من نعمة الإسلام
" ورضيت لكم الإسلام دينا يعني اخترته لكم من بين الأديان وآذنتكم بأنه هو الدين المرضي وحده
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " آل عمران ٨٥
( إن هذه امتكم امة واحدة " الأنبياء ٩٢
فإن قلت بم اتصل قوله
) فمن اضطر (