" صفحة رقم ٦٤٠ "
قلت بذكر المحرمات وقوله
" ذالكم فسق "
اعتراض اكد به معنى التحريم وكذلك ما بعده لأن تحريم هذه الخبائث من جملة الدين الكامل والنعمة التامة والإسلام المنعوت بالرضا دون غيره من الملل
ومعناه فمن اضطر إلى الميتة أو إلى غيرها
) في مخمصة (
في مجاعة
) غير متجانف لإثم (
غير منحرف اليه كقوله
) غير باغ ولا عاد ( البقرة ١٧٣
) فإن الله غفور (
لا يؤاخذه بذلك
يسألونك ماذآ أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا ممآ أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب ٤
المائدة :( ٤ ) يسألونك ماذا أحل.....
في السؤال معنى القول فلذلك وقع بعده
) ماذا أحل لهم (
كأنه قيل يقولون لك ماذا احل لهم وإنما لم يقل ماذا احل لنا حكاية لما قالوه لأن يسألونك بلفظ الغيبة كما تقول أقسم زيد ليفعلن ولو قيل لأفعلن وأحل لنا لكان صوابا و ( ماذا ) مبتدأ وأحل لهم ) خبره كقولك أي شيء احل لهم ومعناه ماذا احل لهم من المطاعم كانهم حين تلا عليهم ما حرم عليهم من خبيثات المآكل سألوا عما احل لهم منها فقيل
) أحل لكم الطيبات (
أي ما ليس بخبيث منها وهو كل ما لم يات تحريمه في كتاب أو سنة أو قياس مجتهد
) وما علمتم من الجوارح (
عطف على الطيبات أي أحل لكم الطيبات وصيد ما علمتم فحذف المضاف
أو تجعل ( ما ) شرطية وجوابها ( فكلوا ) والجوارح الكواسب من سباع البهائم والطير كالكلب والفهد والنمر والعقاب والصقر والبازي والشاهين
والمكلب مؤدب الجوارح ومضربها بالصيد لصاحبها ورائضها لذلك بما علم من الحيل وطرق التأديب والتثقيف واشتقاقه من الكلب لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب فاشتق من لفظه لكثرته من جنسه
أو لأن السبع يسمى كلبا
ومنه قوله عليه السلام
٣٣٤ ( اللهم سلط عليه كلبا من كلابك )
فأكله الأسد أو من الكلب الذي هو بمعنى الضراوة
يقال هو كلب بكذا اذا كان ضاريا به وانتصاب
) مكلبين (
على الحال من علمتم
فإن قلت ما فائدة هذه الحال وقد استغنى عنها بعلمتم قلت


الصفحة التالية
Icon