" صفحة رقم ٦٥٤ "
) وجعلكم ملوكا ( لأنه ملكهم بعد فرعون ملكه وبعد الجبابرة ملكهم ولأن الملوك تكاثروا فيهم تكاثر الأنبياء
وقيل كانوا مملوكين في ايدي القبط فأنقذهم الله فسمي انقاذهم ملكا وقيل الملك من له مسكن واسع فيه ماء جار وقيل من له بيت وخدم
وقيل من له مال لا يحتاج معه إلى تكلف الأعمال وتحمل المشاق
) ما لم يؤت أحدا من العالمين (
من فلق البحر واغراق العدو وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغير ذلك من الأمور العظام وقيل اراد عالمي زمانهم
) الأرض المقدسة (
يعني أرض بيت المقدس وقيل الطور وما حوله وقيل الشام وقيل فلسطين ودمشق وبعض الأردن
وقيل سماها الله لإبراهيم ميراثا لولده حين رفع على الجبل فقيل له انظر فلك ما ادرك بصرك وكان بيت المقدس قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين
) كتب الله لكم (
قسمها لكم وسماها أو خط في اللوح المحفوظ انها لكم
) ولا ترتدوا على أدباركم (
ولا تنكصوا على أعقابكم مدبرين من خوف الجبابرة جبنا وهلعا وقيل لما حدثهم النقباء بحال الجبابرة رفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا ليتنا متنا بمصر وقالوا تعالوا نجعل علينا رأسا ينصرف بنا إلى مصر
ويجوز ان يراد لا ترتدوا على ادباركم في دينكم بمخالفتكم امر ربكم وعصيانكم نبيكم فترجعوا خاسرين ثواب الدنيا والاخرة
الجبار ( فعال ) من جبرة على الأمر بمعنى أجبره عليه وهو العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد
) قال رجلان (
هما كالب ويوشع
) من الذين يخافون (
من الذين يخافون الله ويخشونه كانه قيل رجلان من المتقين ويجوز ان تكون الواو لبني اسرائيل والراجع إلى الموصول محذوف تقديره من الذين يخافهم بنو إسرائيل وهم الجبارون وهما رجلان منهم
) أنعم الله عليهما ( بالإيمان فآمنا قالا لهم ان العمالقة أجسام لا قلوب فيها فلا تخافوهم وازحفوا اليهم فإنكم غالبوهم ويشجعانهم على قتالهم
وقراءة من قرأ ( يخافون ) بالضم شاهدة له وكذلك انعم الله عليهما كانه قيل من المخوفين وقيل هو من الإخافة ومعناه من الذين يخافون من الله بالتذكرة والموعظة
أو يخوفهم وعيد الله بالعقاب
فإن قلت ما محل ( أنعم الله عليهما ) قلت ان انتظم مع قوله ( من الذين يخافون ) في حكم الوصف لرجلان فمرفوع وإن جعل كلاما معترضا فلا محل له
فإن قلت من اين علما انهم غالبون قلت من جهة إخبار موسى بذلك وقوله تعالى
) كتب الله لكم (