" صفحة رقم ٧٣ "
يقل له لم خصصت ولدك هذا بزيد وذاك بعمرو لأن الغرض هو التمييز وهو حاصل أية سلك ولذلك لا يقال لم سمي هذا الجنس بالرجل وذاك بالفرس ولم قيل للاعتماد الضرب وللانتصاب القيام ولنقيضه القعود فإن قلت ما بالهم عدوا بعض هذه الفواتح آية دون بعض قلت هذا علم توقيفي لا مجال للقياس فيه كمعرفة السور
أما الم فآية حيث وقعت من السور المفتتحة بها وهي ست وكذلك المص آية والمر لم تعد آية والر ليست بآية في سورها الخمس وطسم آية في سورتيها وطه ويس آيتان وطس ليست بآية وحم آية في سورها كلها وحم عسق آيتان وكهيعص آية واحدة وص وق ون ثلاثتها لم تعد آية
هذا مذهب الكوفيين ومن عداهم لم يعدوا شيئا منها آية
فإن قلت فكيف عد ما هو في حكم كلمة واحدة آية قلت كما عد الرحمن وحده ومدهامتان وحدها آيتين على طريق التوقيف
فإن قلت ما حكمها في باب الوقف قلت يوقف على جميعها وقف التمام اذا حملت على معنى مستقل غير محتاج إلى ما بعده وذلك اذا لم تجعل أسماء للسور ونعق بها كما ينعق بالأصوات أو جعلت وحدها اخبار ابتداء محذوف كقوله عز قائلا ( الم الله ) أي هذه الم ثم ابتدأ فقال
) الله لا إله إلا هو ( آل عمران ١ - ٢
فإن قلت هل لهذه الفواتح محل من الاعراب قلت نعم لها محل فيمن جعلها أسماء للسور لأنها عنده كسائر الأسماء الأعلام فإن قلت ما محلها قلت يحتمل الأوجه الثلاثة أما الرفع فعلى الابتداء وأما النصب والجر فلما مر من صحة القسم بها وكونها بمنزلة الله والله على اللغتين ومن لم يجعلها أسماء للسور لم يتصور أن يكون لها محل في مذهبه كما لا محل للجمل المبتدأ وللمفردات المعددة ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
البقرة :( ٢ ) ذلك الكتاب لا.....
فإن قلت لم صحت الاشارة بذلك إلى ما ليس ببعيد قلت وقعت الإشارة