" صفحة رقم ٧٤ "
إلى الم بعد ما سبق التكلم به وتقضى والمقضى في حكم المتباعد وهذا في كل كلام
يحدث الرجل بحديث ثم يقول وذلك ما لا شك فيه
ويحسب الحاسب ثم يقول فذلك كذا وكذا
وقال الله تعالى
) لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك ( البقرة ٦٨ وقال
) ذلكما مما علمني ربي ( يوسف ولأنه لما وصل من المرسل إلى المرسل اليه وقع في حد البعد كما تقول لصاحبك وقد أعطيته شيئا احتفظ بذلك
وقيل معناه ذلك الكتاب الذي وعدوا به
فإن قلت لم ذكر اسم الإشارة والمشار اليه مؤنث وهو السورة قلت لا اخلو من ان أجعل الكتاب خبره أو صفته
فإن جعلته خبره كان ذلك في معناه ومسماه مسماه فجاز اجراء حكمه عليه في التذكير كما اجرى عليه في التأنيث في قولهم من كانت أمك
وإن جعلته صفته فإنما أشير به إلى الكتاب صريحا لأن اسم الاشارة مشار به إلى الجنس الواقع صفة له
تقول هند ذلك الإنسان أو ذلك الشخص فعل كذا
وقال الذبياني
نبئت نعمى على الهجران عاتبة
سقيا ورعيا لذاك العاتب الزاري
فإن قلت أخبرني عن تأليف
) ذلك الكتاب ( مع
) الم ( قلت إن جعلت
) الم ( اسما للسورة ففي التأليف وجوه ان يكون
) الم ( مبتدأ و
) ذلك (
مبتدا ثانيا و
) الكتاب ( خبره والجملة خبر المبتدأ الأول
ومعناه ان ذلك الكتاب هو الكتاب الكامل كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص وأنه الذي يستأهل أن يسمى كتابا كما تقول هو الرجل أي الكامل في الرجولية الجامع لما يكون في الرجال من مرضيات الخصال
وكما قال
هم القوم كل القوم يا أم خالد


الصفحة التالية
Icon