" صفحة رقم ٧٥ "
وأن يكون الكتاب صفة
ومعناه هو ذلك الكتاب الموعود وان يكون
) الم (
خبر مبتدأ محذوف أي هذه الم ويكون ذلك خبرا ثانيا أو بدلا على ان الكتاب صفة وان يكون هذه الم جملة وذلك الكتاب جملة اخرى
وإن جعلت الم بمنزلة الصوت كان ذلك مبتدأ خبره الكتاب أي ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل
أو الكتاب صفة والخبر ما بعده أو قدر مبتدأ محذوف أي هو يعني المؤلف من هذه الحروف ذلك الكتاب
وقرأ عبد الله ( الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه )
وتأليف هذا ظاهر
والريب مصدر رابني اذا حصل فيك الريبة وحقيقة الريبة قلق النفس واضطرابها ومنه ما روى الحسن بن علي قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول
١٠ ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الشك ريبة وإن الصدق طمأنينة )
أي فإن كون الأمر مشكوكا فيه مما تقلق له النفس ولا تستقر
وكونه صحيحا صادقا مما تطمئن له وتسكن
ومنه ريب الزمان وهو ما يقلق النفوس ويشخص بالقلوب من نوائبه
ومنه
١١ أنه مر بظبي حاقف فقال ( لا يربه أحد بشيء )
فإن قلت كيف نفى الريب على سبيل الاستغراق وكم من مرتاب فيه قلت ما نفي ان أحد لا يرتاب فيه وإنما المنفى كونه متعلقا للريب ومظنة له لأنه من وضوح الدلالة وسطوع البرهان بحيث لا ينبغي لمرتاب أن يقع فيه
ألا ترى إلى قوله تعالى
) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ( البقرة ٢٣ فما أبعد وجود الريب منهم وإنما عرفهم الطريق إلى مزيل الريب وهو ان يحزروا انفسهم ويروزوا قواهم في البلاغة هل