" صفحة رقم ٧٦ "
تتم للمعارضة أم تتضاءل دونها فيتحققوا عند عجزهم ان ليس فيه مجال للشبهة ولا مدخل للريبة
فإن قلت فهلا قدم الظرف على الريب كما قدم على الغول في قوله تعالى
) لا فيها غول ( الصافات ٤٧ قلت لأن القصد في ايلاء الريب حرف النفي نفي الريب عنه وإثبات انه حق وصدق لا باطل وكذب كما كان المشركون يدعونه ولو أولى الظرف لقصد إلى ما يبعد عن المراد وهو ان كتابا آخر فيه الريب فيه كما قصد في قوله
) لا فيها غول ( تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها هي كأنه قيل ليس فيها ما في غيرها من هذا العيب والنقيصة وقرأ أبو الشعثاء
) لا ريب فيه ( بالرفع والفرق بينها وبين المشهورة ان المشهورة توجب الاستغراق وهذه تجوزه
والوقف على
) فيه ( هو المشهور
وعن نافع وعاصم انهما وقفا على
( لا ريب ) ولا بد للواقف من ان ينوي خبرا
ونظيره قوله تعالى
) قالوا لا ضير ( الشعراء ٥٠ وقول العرب لا بأس وهي كثيرة في لسان أهل الحجاز والتقدير
) لا ريب فيه (
) فيه هدى (
الهدى مصدر على فعل كالسرى والبكى وهو الدلالة الموصلة إلى البغية بدليل وقوع الضلالة في مقابلته
قال الله تعالى
) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ( البقرة ٢٤
وقال تعالى
) لعلى هدى أو في ضلال مبين ( سبأ ٢٤ ويقال مهدي في موضع المدح كمهتد ولأن اهتدى مطاوع هدى ولن يكون المطاوع في خلاف معنى أصله ألا ترى إلى نحو غمة فاغتم وكسره فانكسر وأشباه ذلك فإن قلت فلم قيل
) هدى للمتقين (
والمتقون مهتدون قلت هو كقولك للعزيز المكرم أعزك الله واكرمك تريد طلب الزيادة إلى ما هو ثابت فيه واستدامته


الصفحة التالية
Icon